فضاء حر

صنعاء حزينة من جديد

يمنات

عاشت العاصمة اليمنية صنعاء دوامة قلق جراء ما حدث لمقر الفرقة الأولى مدرع وتعد هذه الحادثة امتداد لسلسلة العبث اليومي التي تتعرض لها صنعاء مُعلنة كُل يوم عن ولادة مأساة جديدة مُحملة بغيمة من القتل للضباط والرُتب العسكرية بمختلف تشكيلاتها حينها فقط تمطرنا المواقع الالكترونية بالأخبار والتخمينات الكاذبة بان هذه الأحداث كان سببها إعصار في واشنطن أو عدم توازن طبقات الأوزون .

هذه النتيجة الحتمية لانعدام أي إرادة سياسية في إحداث أي تغيير سياسي مُمكن سواء بعد أو قبل الثورة وهو ما سبب عدم وجود استقرار سياسي يُمكن بناء علية أي احتمال لطي صفحات العُنف والبدء بترميم البيت اليمني المُمزق من الداخل والذي يُعاني من إصابات خطيرة يُمكن تودي به إلى الأبد وهذا ما تشيء به الأحداث اليومية التي شظت المُمكن وقتلت المُستحيل ورمت بالمُستحيل في قُعر جهنم .
الزلزال المُدوي لسلسلة الانفجارات في مقر قيادة الفرقة الأولى مُدرع يحمل دلالات كثيرة ليس فقط على طبيعة الحادث عرضي أم مُدبر بل بالتوقيت الزمني ومدى ضُعف جبهات الأمان للقيادات اليمنية والمُعسكرات التي تُديرها وانعدام التخطيط وعدم تحمُل المسؤولية الكاملة للخسارات التي تتحملها هذه القيادات ناهيك عن كُل المُعسكرات اليمنية عبارة عن ملكية خاصة بكُل ثقلها وعتادها لا تخضع لأي رقابة مُمكنة .
انعدام التخطيط الحقيقي لرسم خارطة دفاعية وخارطة أمان للبلد طوال 33 عام هو ما سبب كُل هذا التراجع في المنظومة الوطنية .
فلا تجد أي بلد في العالم تُحشى مُدنه الرئيسية بالمُعسكرات والبنادق والصورايخ بل هذه المُدن تعكس الشكل الحضاري والجمالي للبلد بالحدائق والمنتزهات والأماكن الرائعة ناهيك عن تحويلها أماكن جذب سياحية وإنتاجيه وخدمية .
في اليمن هذا البلد المتشظي والمُصاب بلوثه دائمة نتيجة الاحترابات القبلية وتشابك القوى الحاكمة تم تحويل البلد إلى قطيع تابع لهذه الجماعات وتم تحويل كُل شكلية الحياة إلى ثكنات عسكرية لخدمة مراكز هذه القوى التي تتحكم حتى في الهواء الذي يتنفسه اليمني .
صنعاء اليوم حزينة من جديد , تدفع ثمن لضحايا مواطنيها من عسكريين ومدنيين كقرابين لغد مجهول الهوية والملامح والانتماء .
صنعاء لم تعُد نقية / تسديد الركلات للخصوم , تسميم شكل الحياة / مُحاربة طبيعة أي تحول يقود اليمن نحو غد قابل للعيش / .
إنهاء صنعاء عاصمة منكوبة بكُل ما تعنيه الكلمة .
زر الذهاب إلى الأعلى